استهدف مفتي ماليزيا، الشيخ
داتوك سيري هاروساني زكريا، فريق "مانشستر يونايتد" البريطاني لكرة القدم
بتحذير بطعم الفتوى سدده نحوه بشكل خاص حين طلب من الماليزيين عدم تشجيعه
وارتداء قمصانه "المطبوع عليها شعاره المتضمن صورة شيطان أحمر" طبقا لما
نقلته الخميس 22-7-2010 وسائل إعلام عدة في ماليزيا وخارجها.
وأثار المفتي جدلا واسعا بالذي قاله ووصل صداه إلى المشجعين المسلمين
للفريق في 5 قارات، وأكثرهم عددا خارج بريطانيا في ماليزيا بالذات، خصوصا
حين شرح التحذير بقوله: " نحن لا نسمح في الإسلام بارتداء هذه الأشياء،
فالشياطين أعداء لنا، ثم لماذا تضع صورهم عليك وترتديها ؟ إنه ترويج واضح
للشيطان" على حد تعبيره.
وشرح أن ارتداء المسلمين لهذا النوع من الملابس " يؤدي إلى الإثم الأكبر،
لأن عرض رمز دين آخر يعني أن مرتديها يفضلون هذا الدين على الإسلام" كما
قال.
وكان
المفتي يجيب عبر هذا التصريح على أسئلة وجهها إليه مراسلوا محطات
تلفزيونية في كوالالمبور تجمعوا حوله أمس لمعرفة رأيه بما قاله مفتي ولاية
بيراك الماليزية لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية يوم الثلاثاء الماضي، من أن
على المسلم عدم ارتداء أي ثياب مطبوعة عليها رموز تشير إلى دين آخر أو إلى
الشيطان "ومنها قمصان فريق مانشتر يونايتد، حتى ولو كان هدية، فهذا خطير،
والمسلم يرتكب إثما أكبر حين يعرف هذه الحقيقة ثم يشتري تلك القمصان
ويرتديها" وفقا لما نقلت الصحيفة عن لسانه.
وكان الشيح داتو نوح كادوت، مفتي بيراك ومستشار مجلس ولاية جوهور الديني،
ذكر للصحيفة بأن صور الصليب والعلامات التجارية للخمور والشياطين على قمصان
بعض نوادي كرة القدم "هي إهانة لله، وينبغي ألا يرتديها المسلم" مشيرا
بشكل خاص إلى فرق البرازيل والبرتغال وصربيا وبرشلونة والنرويج لأنها تحمل
صور الصليب، أو ما يشبهه تماما.
وقال الشيخ نوح: " لا عذر في ارتداء مثل هذه الملابس لأنها تعني كمسلم أنك
تعبد رمز دين آخر (..) في هذه المسألة ليس هناك حل وسط باسم الترفيه أو
الأزياء أو حتى الرياضة".
والماليزيون مفتونون بنادي "مانشستر يونايتد" إلى درجة أنهم اختاروه لتوقيع
عقد لخمس سنوات في مارس (آذار) الماضي مع "مجموعة تيليكوم" للاتصالات في
ماليزيا، باعتباره الأكثر شعبية بين الفرق الأجنبية في البلاد، لذلك قال
ديفيد جيل، المدير التنفيذي ليونايتد، مبررا اختيار تليكوم للنادي
البريطاني لتكون راعية لمبارياته "كل الذين ذهبوا في جولتنا إلى الشرق
الأقصى في صيف العام الماضي لا يستغربون ذلك ويعلمون مدى قوة شعور
الماليزيين بالنسبة للنادي".
كما أن قمصان "مانشستر يونايتد"هي الأكثر مبيعا فى ماليزيا وجنوب شرق آسيا،
لما للنادي من شعبية طاغية على مشجعيه إلى حد الهوس أحيانا، فقبل عامين
توجه 20رجل وامرأة وتزوجوا جماعيا في مقر النادي بانجلترا، وكان معهم مأذون
كتب عقد قران كل زوج منهم وسط تصفيق وفرح عم الجميع ووصلت أخباره إلى
التلفزيونات والصحف الماليزية فنشرت الخبر في صفحاتها الأولى.
لذلك أثارت تحذيرات مفتي ماليزيا ومفتي ولاية بيراك من قمصان مانشستر
يونايتد " الشيطانية" ردود فعل غاضبة لدى الماليزيين، فظهر معظمها في مواقع
عدة على الانترنت غاضبين، ومنها واحد مخصص لمشجعي النادي ويضم أكثر من 30
ألف عضو، ممن علق أحدهم في صفحته الرئيسية أمس وقال: " نخشى قيامهم قريبا
بتحذيرنا من استخدام الرموز الحسابية مثل + و× لأنها شبيهة بالصلبان
أيضا".
المصدر
العربية نت