أخطاء بعض المسلمين في توحيد رب العالمين

بسم الله الرحمن الرحيم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد:
فمعلوم أن التوحيد أجلّ وأعظم شيء أمر عز وجل به عباده، وأن الشرك أعظم ما نهى عنه
ولأهمية التوحيد، أحببت أن أنقل لكم بعض الأخطاء التي قرأتها في مقالة للشيخ عبد العزيز الريس؛ أملا في تحذيركم منها كي تتجنوبوها
فمن الأخطاء
- ما نراه منتشراً في أكثر البلدان الإسلامية من صرف العبادة لغير الله سبحانه كدعاء الأموات الصالحين وغيرهم والتعبد لهم ، .أما علم هؤلاء أنهم بفعلهم هذا قد أحبطوا أعمالهم إذ وقعوا في الشرك الأكبر ؟
والله تعالى يقول: (( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)) ، وقال(
وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ
الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ))

2- تفسير كلمة التوحيد (( لا إله إلاّ الله )) بأنه لا خالق إلا الله ولا قادر على الاختراع إلا هو ، والتفسير مخالف لما جاء في الكتاب والسنة ، يوضح ذلك أن الله أخبرنا بأن كفار قريش مقرّون بأنه هو الخالق الرازق المدبر كما قال تعالى: (( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )) ، بل إن معناها " لا معبود حق إلا الله سبحانه وتعالى ".

3- الغلو في حق النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم . وقد وصفه ربه بصفات عظمى منها قوله
سبحانه( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ
مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)) ، ومن حرصه علينا أنه نهانا عن الغلو فيه كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله "
وإن من صور غلو بعض الجهال فيه صلى الله عليه وسلم ما يلي :
أ- ادعاء علمه للغيب و أن الدنيا خلقت لأجله كما قال أحدهم :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بي*****ديفضــلاً وإلا فـقـل يا زلــة القدم
فإن من جودك الدنيا و ضرَّت*****هاومن علومك علم اللوح و القلم
ب- طلب مغفرة الذنوب منه صلى الله عليه وسلم وأن يدخله الجنة.
ج- السفر لقصد زيارة قبره صلى الله عليه وسلم ، وهذا منهي عنه باتفاق الصحابة
واعلم – أخا الإسلام – أن ّكل حديث روي في فضيلة شد الرحال إلى قبره فهو
ضعيف لا يصح عنه ، كما صّرح بذلك جمع من الأئمة ، أما السفر لأجل الصلاة في
المسجد فهذا أمر مستحب
د- اعتقاد أن فضيلة الحرم المدني بسبب وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم ،
وهذا خطأ فادح إذ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكر فضل الصلاة فيه
قبل أن يموت

4- إتيان السحرة والكهان والعرافين ونحوهم وتصديقهم بما يقولون ، وقد روى الأربعة عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله علية وسلم قال:" من أتى عرافاً أو كاهناً فصدّقه بما
يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله علية وسلم" حديث صحيح .

5- ضعف عقيدة الولاء والبراء التي ملخصها حب أهل الإيمان بقدر طاعتهم للرحمن وبغض الكفار مطلقاً أما أهل البدع والعصيان فعلى قدر بدعهم و معصيتهم، قال
الله تعالى: ((لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا
آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ
أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ
مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ
حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))

6- الرياء ، الذي معناه: العمل الصالح من أجل
الناس . ومن شدة خطورته وخفائه خافه رسول الله صلى الله عليه وسلم على
صحابته كما ثبت عند الإمام أحمد عن محمود بن لبيد قال:" أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فسئل عنه فقال: الرياء " .

7- ضعف عقيدة التوكل على الله . قال تعالى ( وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
، قال الإمام ابن القيم: فظهر أن التوكل أصل لجميع مقامات الإيمان
والإحسان ولجميع أعمال الإسلام ، وأن منزلته منها كمنزلة الجسد من الرأس
ا.هـ

8- الغلو في القبور ، وهذا له صور شتى:
أ) إدخالها في المساجد واعتقاد البركة بوجودها فيه
ب) البناء على القبور وتجصيصها

9- تلك الخرز والخيوط التي يعلقها بعضهم على رقبته أو يده أو بنيه زاعماً أنها ترد الشرّ عنهم وتجلب الخير لهم ،
وسبب كونها من قوادح التوحيد أن الشريعة المحكمة المطهرة ذمتها وحذرت منها
فمن ذلك ما رواه الإمام احمد بإسناد ثابت عن عقبة بن عامر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال:" من تعلق تميمة فقد أشرك "

10- الطّيرة :وهي ما أمضى أو ردّ وليس سبباً
حقيقياً فيهما كمثل الذي يترك فتح متجره لأنه صبّح برؤية أعرج أو سماع صوت
غراب، وروى الترمذي عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" الطيرة شرك "

11- اعتقاد أن الله في كل مكان : وهذا بيّن
المصادمة للكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة، فالنصوص متواترة على أن
الله فوق السماء مستوٍ على عرشه استواءً يليق به سبحانه كما قال: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ))

12- الحلف بغير الله وهذا شرك لما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت"

13- ترك الحكم بما أنزل الله وتغييره بالقوانين الوضعية و هذا محرم كما قال تعالى (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) .

14- ترك الصلاة مع كون تركها كفراً مخرجاً من الملة، كما أجمع على ذلك الصحابة – حكاه غير واحد عنهم -

15-التسرّع في التكفير

16- تأويل أسماء الله وصفاته المذكورة في القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية على خلاف ما ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

17- ظن بعض المسلمين أنه لا يؤخذ بقول وفعل محرم بما أن قلبه وباطنه صالح – كما يزعم- ،
وإذا أنكر عليه فعل محرم رد بأن أهم شيء ما في القلب ، وقلبه مؤمن ... ،
وهذا الأعتقاد خطأ زينه الشيطان اللعين ليهون الذنوب والمعاصي في عيون عباد
الله

18- ذكر ما شجر بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته ونشر ذلك في محاضرات عامة .
وهذا خلاف معتقد السلف الصالح إذ عقيدتهم الإمساك عما شجر بينهم واعتقاد
أنهم مجتهدون ، فمن أصاب منهم فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد وأن لهم
حسنات عظاماً كفارة لسيئاتهم المتعمدة ، وقد أخرج الشيخان عن أبي سعيد أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا تسبوا أصحابي فوا الذي نفسي بيده لو أن
أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " .

19- الخروج على الحكام

20- انتشار البدع فإنها تهدم الدين هدماً ، ومن
المحزن المؤسف انتشار كثير من البدع في العالم الإسلامي كمثل الاحتفال
بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وحادثة الإسراء والمعراج

21- انتشار كلمات قادحة في التوحيد فأذكر قول
القائل " الله يظلمك " أو " الله يخونك" ، إذ الله سبحانه لا يظلم أحداً
ولا يخون أحداً. وقول " انتقل فلان إلى مثواه الأخير " عند موته ، إذ مدلول
هذه الكلمة إنكار البعث وأنه لا شيء بعد القبر، والقول " يا صديق" للكافر.

ختاماً : إن المتأمل في هذه الأخطاء ليدرك يقيناً قول
نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث أبي
هريرة:" بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء " فإن
الدعاة لترك هذه المخالفات الموبقات يوصفون – كذباً وزوراً – بأنهم أهل
بدعة وضلالة وبغض للأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين ، وكل هذا من
الظلم والجور وتلبيس الشيطان ومكره ، وإلا فإن هؤلاء المنكرين لهذه
المخالفات لم يزيدوا على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فهل طاعة
الله ورسوله بدعة وضلالة ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .