السفارة المصرية فرضت قائمة وثائق تعجيزية للحصول على التأشيرة
مباراة الأهلي والشبيبة دون الصحافة الجزائرية
فرضت السفارة المصرية بالجزائر شروطا تعجيزية على الصحفيين الجزائريين قصد ثنيهم عن التنقل إلى القاهرة لتغطية المقابلة المرتقبة بين شبيبة القبائل والأهلي المصري يوم 29 أوت الجاري بالقاهرة. كما انتهجت معهم أسلوب المراوغة واللعب على حبال الوقت بتعجيزهم عن حيازة التأشيرة.
بات ''الخطاب المزدوج المفضوح''، سمة لصيقة بالمصريين عندما يتعلق الأمر بالجزائر، ففي الوقت الذي طمأن فيه المصريون، وعلى رأسهم رئيس نادي الأهلي الذي سيستضيف الشبيبة في لقاء العودة لدور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، بالقاهرة، بأن استقبال أبناء القبائل سيكون أسطوريا، وأن اللّقاء لن يكون إلا رياضيا، بدأت رائحة ما تفوح من السفارة المصرية بالجزائر، لما رفضت منح التأشيرة لصحفيي ''الخبر'' و''الخبر الرياضي''، وصحفيين آخرين تابعين لوسائل إعلام أخرى، بشكل دفع إلى طرح تساؤلات محيرة عن سبب ''عرقلة'' السفارة تنقل الصحفيين الجزائريين إلى القاهرة لتغطية مباراة فريقهم، دون حيازتها على أدنى مبرر لفعلها المنافي للتقاليد الإعلامية والدبلوماسية، اللهم إلا إذا كانت ثمة مسرحية تحضر على جنبات ملعب القاهرة، ولا يريد المصريون أن يشاهدها أو ينقلها الصحفيون الجزائريون، الذين كان لهم دور فعال في مواجهة الإعلام المصري المضلل عقب موقعة أم درمان بالسودان.
قبل أسبوع من الآن، استقبلت سفارة مصر بالجزائر ملفين كاملين لصحفيي الخبر'' و''الخبر الرياضي''، كما تلقى مكتب الإعلام التابع للسفارة كل مستلزمات المهمة الإعلامية، بغرض حيازة تأشيرة التنقل إلى القاهرة لتغطية مقابلة الشبيبة مع الأهلي. وطمأن العاملون بالسفارة المصرية ممثل الجريدة، أنه ''كل شيء على ما يرام'' وأنهم سوف يتصلون هم بالجريدة لتأكيد تسوية وتسليم التأشيرة، إلا أنهم لم يفعلوا طيلة الأسبوع، ولم يكلفوا أنفسهم حتى إعلام المعنيين برفض السفارة منح التأشيرة. نفس التعامل ''حظي'' به الزملاء العاملون في صحف أخرى. الأغرب من كل هذا كله، أن ممثل ''الخبر'' ولما اتصل أمس، بالسفارة المصرية للاستفسار عن مصير ملف طلب ''الفيزا'' - علما أن موعد السفر إلى القاهرة، غدا 25 أوت، رد إليه جوازي السفر وقدمت له قائمة تحتوي على الوثائق التي يتوجب عليه استخراجها لإيداع ملف طلب فيزا، من جديد! أقل ما يقال عنها أنها أضخم من قائمة وثائق مطلوبة لإعداد ملف استثمار بالملايير. ويعلم من في السفارة أنه يستحيل على الصحفي استخراج تلك الوثائق في يوم واحد، وبالتالي يستحيل عليه تغطية اللقاء الكروي ''الحساس''، وشق من سؤال كبير يطرح، لماذا لم تطلب السفارة تلك الوثائق من المرة الأولى؟
تتضمن قائمة الوثائق التعجيزية التي قدمتها السفارة المصرية سبع وثائق، كل وثيقة اشترطت تقديم أربع نسخ عنها، ما يعني أن ملف الفيزا يحتوى على 24 نسخة. وهو عدد لا تطلبه السفارات الأوروبية بالجزائر، لكن الأشقاء في مصر يطلبونه حتى وإن تحول خطابهم إلى خطاب ترحاب و''أخوة''.
من بين ما يوجد في القائمة '' أربع نسخ من السيرة الذاتية للصحفي والمؤسسة الإعلامية التي ينشط بها وأربع نسخ من برنامج الزيارة وهدف الزيارة وقائمة الشخصيات التي ينوي لقاءها الصحفي، مع أن هدف الزيارة معروف ومحدد هو تغطية لقاء الشبيبة مع الأهلي، وكذلك أربع نسخ من رسالة البعثة العاملة وغيرها..
المؤكد أن سفارة الجزائر في مصر لم تشترط كل هاته الوثائق للصحفيين المصريين الذين رافقوا بعثة الأهلي إلى الجزائر مؤخرا، وعمل الصحفيون المصريون في أحسن الظروف. والدليل على ذلك أن رئيس نادي الأهلي أثنى على ''العمل الجبار'' الذي قاموا به بالجزائر''، ما يطرح استفهامات عدة عن خلفية محاولة ثني الصحفيين الجزائريين عن التنقل إلى القاهرة، وكأنّ شيئا ما يحضر خلال اللقاء، لا ينبغي كشفه.