كانت إيران ولا تزال من أهم دول الجوار الجغرافي للوطن العربي لكن في الوقت
نفسه هي أيضاً من أكثر دول الجوار رغبة وقدرة على التمدد والتغلغل في
الجسم العربي الراهن والقابل للاختراق، وتمدد إيران في الشأن العربي ليس
بالأمر الجديد لكنه أصبح الآن أكثر وضوحاً وضخامة وحضوراً في أكثر من موقع
حساس وقد تحول إلى مصدر إزعاج شديد، ومن المحتمل أن يزيد من توتر العلاقات
بين طهران والكثير من العواصم العربية ومثل هذا التمدد الزائد والفاعل في
أكثر من مفصل من مفاصل الجسم العربي يحول إيران من رصيد إلى تهديد سياسي
وإستراتيجي يضاف إلى قائمة التهديدات الخارجية التي تستهدف النظام السياسي
العربي.
فلم يكتف المخطط الإيراني بالدور الذي لعبه في الدول العربية ضمن منطقة
الخليج العربي من نشر التشيع الفارسي ،بل سعى لتقوية نفوذ الأقلية الشيعية
مستغلا قلة الوعي العربي تجاه الخطر الشيعي القادم وان ما يحدث في العراق
وسوريا والبحرين والكويت هو مثال حي للفكر الصفوي ومدى انتشاره ، فلا تكاد
دولة عربية تخلو من تواجد الشيعة بين أبناءها او بين مفترقات طرقها .
إن التشيّع الفارسي كان في بداية الأمر يعمل في صمت لتحقيق هدف أساسي نادى
به الخميني حين قامت الثورة الإيرانية عام 1979م وهو تصدير هذه الثورة
للأراضي العربية السنية ،ويرى مراقبون أن انتشار التشيع بطريقة الصمت يضمن
عدم قدرة العرب على خنقها في موطنها الأصلي ....!! ولكن الخطر الأكبر ألان
هو نشر التشيع بصورة علنية وإعلامية ،فاليوم الشيعية يمتلكون العديد من
القنوات الفضائية التي يروجون من خلالها لفكرهم وأهدافهم .
لقد استخدم الشيعة كل الوسائل وشتى الأساليب ليتمكنوا من قرع باب دول
المغرب العربي وليدخلوا من بابه الحصين بعدما تمكنوا من زرع التشيع في
منطقة الخليج العربي ،ولقد تحقق المراد الشيعي من اجتياح الشيعة ارض المغرب
العربي وخاصة الجزائر البلد السني، مستغلين قلة الوعي العربي تجاه الخطر
الشيعي في الجزائر مما يجعل من أبنائها أرضية خصبة لزرع المبادئ والفكر
والرؤى الإيرانية. فلم يسلم مجال في الجزائر او منفذ إلا وقد اخترقه الشيعة
ليتمكنوا من تصدير ثورتهم وأفكارهم ، وحتى المجال التربوي لم ينج من هذه
المخططات الفارسية .
وقد حذر مراقبون من خطورة انتشار الخطر الفارسي على ارض الجزائر وخاصة في
المجال التربوي الذي يمثل الشريان الرئيس في نشأة الأمم ، فقد أفادت وكالة
قدس برس إنترناشيونال وهي وكالة أنباء عربية مستقلة تأسست عام1992 يوم
الثلاثاء 23 يناير 2007م، 04 محرم 1428 هـ : (إن أولياء تلاميذ في مدينة
الشريعة من ولاية تبسة، الواقعة شمال العاصمة الجزائرية طالبوا المسؤولين
التربويين المعنيين للتحرك في مواجهة الأفكار الدخيلة على أبنائهم نتيجة
وجود بعض الأساتذة الذين يعمدون إلى تمرير معتقدات وتوجهات شيعية تقوم على
الطعن في بعض الصحابة وشتمهم).
ولم تكن هذه الحادثة هي الأول من نوعها في المجال التربوي فقد تحدثت العديد
من الصحف الجزائرية ومنها صحيفة(الشروق) في كانون الثاني 2007م عن إرسال
مديرية التربية لجنة تحقيق لإحدى الثانويات بمنطقة بئر مقدم القريبة من
مدينة الشريعة،على إثر شكوى من مدير الثانوية مفادها أن أستاذا شتم خلال
أحد الدروس صحابيا جليلا على مسمع التلاميذ الذين أبلغوا أولياءهم
بالحادثة،واستنكر الأولياء ذلك وعزموا على التحرك بقوة، إذ أخذت القضية
أبعادا وتداعيات كبرى، كانت محل متابعة حتى من قبل المسؤولين بالمنطقة،
مبدين قلقهم تجاه أبناءهم التلاميذ وذلك لان أغلب المتشيعين يعملون أساسا
في المؤسسات التربوية، ويتداولون فيما بينهم بعض المجلات والنشرات والكتب
أبرزها "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار"، و"تفسير العسكري"، و"مجمع البيان"،
و"تفسير الكشي"، و"تفسير العلوي"، و"تفسير السعادة للخرساني"، و"مجمع
البيان"، وغيرها من المراجع الشيعية الأخرى.
وقد تعالت أصوات الشيعة في أوساط الجزائريين مستبشرين بنجاح مخططهم في نشر
التشيع في المغرب العربي حسبما نقلته العربية.نت يوم الأحد 04 شوال 1426هـ -
06 نوفمبر 2005م عن المشرف العام على شبكة "شيعة الجزائر" والذي يسمي نفسه
(محمد العامري) قوله
أن الاستبصار (التشيع) في الجزائر مستمر بحمد الله والاستبصار أكثر من
منتشر بل منفجر في كامل أرجاء التراب الجزائري متنقلا عبر كل الطبقات
الاجتماعية فسابقا كان يدور بين الشبان والآن ببركة صاحب العصر والزمان
(المهدي) دخلت بيوت بكاملها في التشيع ،وان إخوتنا العراقيين والسوريين
واللبنانيين عندما كانوا في الجزائر كأساتذة ومدرسين لعبوا دورا في '
الدعوة ' وكانوا من الممهدين لقبول فكرة الولاء لمحمد وآله صلوات الله
عليهم وعندما اندلعت الثورة الإيرانية وجد خط الخميني أرضية خصبة لنشاطه في
أرض الثورة والرفض).
وبين مراقبون جزائريون رأيهم عن مدى خطر انتشار التشيع و أثره السلبي في
زعزعة الأمن والاستقرار في الجزائر بقولهم : (ان التحرك الخطير للشيعية على
ارض الجزائر اثأر مخاوف العديد من المسؤولين السياسيين من داخل البلاد
وخرجها وهذا ما رفع حالة التأهب لدى قوات الأمن الجزائرية والتربص بكل خطوة
وحركة مشبوهة،فقد نقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية في يوم السبت 17 من ذو
الحجة 1427هـ 6-1-2007م عن مصادر امنية أن قوات الأمن قامت بالتحقيق بشأن
تحركات مشبوهة لمجموعات شيعية بولاية معسكر شمال غرب الجزائر،وأن هذه
التحركات تهدف لدفع الشباب والجامعيين، لتبني المذهب الصفوي السائد في
إيران ، كما تقوم هذه المجموعات بعقد حلقات نقاش داخل البيوت والأماكن
العمومية لنشر الفكر الشيعي، مستفيدين مؤخرًا من التصريحات النارية التي
يطلقها الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد" والمعادية لواشنطن، بجانب التلميع
الإعلامي الكبير لزعيم "حزب الله" الشيعي "حسن نصر الله"، وتقوم هذه
المجموعات بتشجيع الشباب على تبني أطروحات التشييع، من خلال التشكيك في
صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، خاصة" أبو بكر"و"عمر" و"عثمان) .
ولم يقتصر الأمر على هذه المجموعات بل تعدى التغلغل الشيعي كل ذلك فقد تم
الإعلان عن تأسيس حزب شيعي باسم (حزب الله) في المغرب والمدعوم من إيران
على غرار حزب الله الموجود في لبنان ،حسبما أفادت به الشرق الأوسط
العدد10347 يوم الأربعاء 28 مارس 2007 عن عبد الرحمن سعيدي العضو في
البرلمان الجزائري،عن «حركة مجتمع السلم» قوله : (إن جماعة فكرية شيعية
خارج الجزائر، تتحرك لإرساء قواعد حزب مغاربي بمنطقة المغرب العربي و أن
هذا التنظيم يقوده شيعي مغربي مقيم في ألمانيا متزوج من لبنانية، وله نفوذ
في الأوساط الشيعية خارج الجزائر ويدعي أنه من كبار الشيعة في المنطقة
المغاربية).
وفي بادرة جديدة من نوعها، اعترفت وزارة الشؤون الدينية في الجزائر وعلى
لسان مسؤول في الوزارة لقناة " الجزائر 3" ، - بعد أن ضبطت مصالح الأمن
الجزائرية العديد من الكتب التي تدعو إلى التشيع وعدد من أشرطة الكاسيت
القادمة معظمها من سورية و لبنانو إيران -أن ما أسمته ( ظاهرة التشيع ) في
البلاد صارت تهدد المجتمع في خصوصياته وكيانه
و ليست هذه أول مرة تكشف فيها وزارة الشؤون الدينية عمليات التشيع التي
يقوم بها بعض الأفراد في الجزائر، بل سبق و أعلن وبشكل رسمي عن توقيف عشرات
المدرسين الجزائريين بعد أن ثبتت محاولتهم تلقين تلامذتهم المذهب الشيعي و
"تحريض الطلبة على التمسك بالمذهب الشيعي " مقابل تحسين في درجاتهم
المدرسية، وكانت تلك اكبر فضيحة ضربت المؤسسة المدرسية في الجزائر و أطلقت
عليها الأحزاب المعارضة وقتها عبارة" حرب التشيع".
إن الطموح الإيراني لن يقف أمام دولة أو دولتين وإنما يسعى لفرض سيطرته على
دول المنطقة ، حيث يشكل هذا الطموح خطرا عظيما يهدد المنطقة بأسرها إذ أن
الهدف الإيراني يتجلى في بسط نفوذه الواسع والسيطرة على الكثير من البلاد
العربية التي أصبحت لقمة سائغة للنظام الإيراني الذي بدا تحقيق حلمه
المنشود بالسيطرة على منطقة الخليج العربي مبتدأ يتغير باسم المنطقة
بــ(منطقة الخليج الفارسي) وكأنها تابعة لإيران، وكان هذا بداية الغيث ثم
جاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث غير مبالين بالأصوات
العربية المستنكرة لهذا الاحتلال ثم بدأت بلاد فارس ببسط سيطرتها على باقي
الدول منها احتلال العراق وبشكل علني وتأجيج العنف الطائفي ضد أهل السنة
العرب من قتل وتهجير وتهديم المساجد ، ولم تكن بلاد الأرز من تلك الأحداث
ببعيد فهي التي قد خاضت حرب فرضت عليها من قبل الكيان الصهيوني بمباركة
وتأجيج من حزب الله اللبناني الشيعي ( المدعوم من إيران ) .
إن إيران وكما هو معروف للجميع تسعى جاهدة لنشر التشيع الفارسي في البلدان
السنية وهذا ما حذر منه الشيخ القرضاوي في سبتمبر/ايلول 2008 واصفا الحملة
(الزحف الشيعي) التي تقودها إيران لنشر التشيع بالتبشير.
ولتفاصيل اكثر عن المد الشيعي في الجزائر .. اتبع هذا الرابط
http://www.alrashead.net/index.php?tamarb&co=hazar