مسلمو أمريكا احتفلوا بالعيد في ظروف خاصة
أمريكا تجنبت كارثة كبرى بالعدول عن حرق المصاحف
قال الإمام فيصل عبد الرؤوف مدير المركز الاسلامي بنيويورك، أن حرق المصاحف ''كان قد يساهم في تقوية المتطرفين''، في تصريح لشبكة ''أي بي سي'' وكان قد ساهم ''في تضاعف الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة ومصالح أمريكا. كما كان قد أحدث كارثة في العالم الإسلامي''، لو لم يتم العدول عن الفعل.
أضفت تهديدات القس المغمور تيري جونز بإحراق نسخ من القرآن الكريم نكهة خاصة للمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وهم يحتفلون بعيد الفطر المبارك، حيث أنه في الوقت الذي حاول فيه هذا القس استفزاز المسلمين، أصر هؤلاء على إعطاء ميزة خاصة للإحتفال هذه السنة، حيث رأوا أنها أحسن رد على الذي أراد التطاول على كتابهم المقدس.
ربما لم يعش المسلمون في الولايات المتحدة لحظات مثل التي عاشوها هذه السنة منذ تسع سنوات، تاريخ أحداث الحادي عشر سبتمبر، ليس فقط لأن احتفالات عيد الفطر تزامنت مع الإحتفال بالذكرى التاسعة لسقوط برجي مركز التجارة العالمي، وإنما أيضا لتزامنها مع الحملة التي يقودها عدد من المناهضين للإسلام في أمريكا منذ إعلان المسلمين عن إنشاء مركز قرطبة على بعد أمتار من موقع الصفر. وأجمع الذين تحدّثنا إليهم على أن القس تيري جونز أعطى فرصة جديدة للأمريكيين للتعرف أكثر على الإسلام والإقتناع بأن محاولة هؤلاء إلصاق تهمة الإرهاب به سقطت في أعين الأمريكيين والعالم، خصوصا بعد الإدانة الواسعة من قبل المسلمين أنفسهم للإرهاب والتطرف.
ولم تمنع تهديدات القس ولا المعارضين لبناء مسجد قرطبة، المسلمين من التوجه بكثافة إلى المساجد، وذهب البعض إلى طلب رخص إقامة صلاة العيد في الأماكن العمومية في العراء، مثلما أقدم عليه رواد مسجدي التوحيد والسلام في مدينة جيرسي سيتي الذين أقاموا الصلاة في حديقة الحرية المقابلة لتمثال الحرية الشهير على ضفاف نهر الهودسن بنيويورك، في جمع ضم أكثر من ألف من المصلين. هذه الصورة تكررت في معظم المناطق الأخرى عبر الولايات المتحدة، حيث لم يستجب المسلمون لاستفزازات المناهضين لما يعرف بأسلمة أمريكا، حيث كانت العديد من التقارير الإعلامية قد حذرت من إمكانية حدوث تجاوزات قد تؤدي إلى إلغاء الإحتفالات بعيد الفطر، إلا أن السلطات الأمريكية أصرت على تشديد الإجراءات الأمنية تحسبا لأي طارئ.
وشهدت مدينة نيويورك تغطية أمنية غير مسبوقة تخوفا من تجاوزات أمنية محتملة، في ظل تزامن أحداث الحادي عشر سبتمبر مع مسيرات مؤيدة وأخرى معارضة لبناء مركز قرطبة في منهاتن، حيث انتشرت شرطة المدينة منذ أربعة أيام في محيط موقع ''غراوند زيرو'' أو موقع الصفر، ومنعت السيارات من التوقف، في حين أغلقت بعض الشوارع بالقرب من الموقع، وأقامت حواجز لمنع الأشخاص من الإقتراب منه. وتأتي حالة التأهب هذه بعد إعلان تحالف يضم أكثر من 40 منظمة عن تنظيم مسيرة مؤيدة للحريات الدينية في الولايات المتحدة، وهي المسيرة المزمع تنظيمها اليوم الأحد. وبدورهم أعلن مناهضون لإقامة مشروع مسجد قرطبة عن تنظيم تجمع لمطالبة أصحاب المشروع بنقله من الموقع الحالي احتراما لأرواح ضحايا الحادي عشر سبتمبر.